نظرة ليوسف إدريس
الكاتب :
هو الطبيب يوسف إدريس كاتب قصصي ، و مسرحي ، و روائي و لد بمحافظة الشرقية و له مجموعة قصصية أولها ( أرخص الليالي ) ، و انضم إلى المناضلين الجزائريين و أصيب بجرح و أهداه الجزائريون وساما لبطولاته و أهم أعماله ترك تسع مجموعات قصصية و العديد من الروايات منها الحرام و العيب فضلا عن مسرحياته ومنها ( الفرافير ) و توفي 1991م 0
مناسبة النص
هذه القصة من ضمن مجموعة ( ارخص الليالي ) و فيها يجذب أنظار المجتمع إلى الواقع المرير الذي يعيشه بعض الأطفال الذين حرموا من أقل حق لهم و هو اللعب بجانب القسوة و الظلم الذي يقع عليهم بسبب اضطرارهم إلى العمل و هم في سن صغيرة يحتاجون فيه إلى الرعاية و التربية
النص : الفقرة ( الأولى [سؤال غريب)
كان غريبا أن تسال طفلة صغيرة مثلها إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه في بساطة و براءة أن يعدل من وضع ما تحمله ، وكان ما تحمله معقدا حقا 0 ففوق رأسها تستقر صينية بطاطس بالفرن و فوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة ، و كان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط 0
اللغويات
غريبا : مستغربا × مألوف براءة : سلامة النية
تستقر : تسكن و تثبت يستوي : يستقر
انزلق : مال قبضتها : راحة اليد ( المراد إحكام )
الدقيقة : الصغيرة استماتت : جدت و أصرت
س/ وضح العاطفة المسيطرة على الكاتب مبينا فكرة الفقرة السابقة
العاطفة هي التعجب و الشفقة و العطف على هذه الطفلة فقد كان من المثير للدهشة و العجب أن أرى خادمة صغيرة تحمل فوق رأسها صينية بطاطس بالفرن و صاجا أكبر فيه فطائر مخبوزة و تسألني في بساطة شديدة أن أعدل لها الصاج الكبير الذي مال من فوق الصينية الصغيرة مما ينذر بوقوع الحمل رغم محاولاتها المستميتة في التماسك بقبضتها الصغيرة 0
http://raa3y.blogspot.com
س/ وضح الخيال في الفقرة السابقة و بين نوعه و قيمته ؟
** قبضتها الدقيقة : كناية عن صعوبة الحمل و صغر حجمها
** التي استماتت : كناية عن خوف الطفلة من سقوط الحمل الذي تحمله
س/ وضح لمحسنات في الفقرة السابقة
** صغيرة × كبيرا : طباق يوضح المعنى بالتضاد
** طفلة صغيرة مثلها أنسانا كبيرا مثلي : ازدواج يعطي جرس موسيقي
س/ وضح أساليب التوكيد في الفقرة السابقة ؟
** قد انزلق : أسلوب مؤكد بـ ( قـد )0
** ما تحمله كله : أسلوب مؤكد بـ ( كله )0
** معقد حقا : أسلوب مؤكد بالمفعول المطلق ( حقا ) 0
س/ ما نوع الأسلوب في الفقرة السابقة ؟ و لما آثره الكاتب ؟
الأسلوب ( خبري ) لتقرير حقيقة الإشفاق على الطفلة و لفت الانتباه إلى هذه الطبقة المطحونة
الألفاظ
** صغيرة : توحي بحاجة الطفلة إلى الرعاية و الاهتمام
** بساطة و براءة : العطف يدل على سذاجة الطفلة
** حقا : توحي بمدى تعقيد الحمل الذي تحمله الطفلة
** المضارع : للتجدد و الاستمرار و استحضار صورة الطفلة
** استماتت : توحي بمعاناة الطفلة مع حملها
س/ تأثر الكاتب في الفقرة السابقة بالبيئة المصرية 0 وضح ذلك ؟
** حيث استخدم الألفاظ التي تستخدم في البيئة المصرية و يتداولها العامة مثل ( صينية بطاطس – الصاج – استماتت )
http://raa3y.blogspot.com
النص: الفقرة الثانية { مساعدة الطفلة }
و لم تطل دهشتي و أنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى و أسرعت لإنقاذ الحمل 0 و تلمست سبلا كثيرة و أنا أسوي الصينية فيميل الحوض و أعدل من وضع الصاج ، فتميل الصينية 0 ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي 0 و لكنني نجحت أخيرا في تثبيت الحمل ، و زيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن – وكان قريبا – حيث تترك الصاج و تعود فتأخذه 0 و لست أدري ما دار في رأسها فما كنت أرى لها رأسا و قد حجبه الحمل 0 كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتتأكد من قبضتها ثم مضت و هي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة " ستي "
اللغويات
تطل : تستمر دهشتي : عجبي
أحدق : أدقق النظر الحيرى : الحائرة ( حيارى ) المذكر " حيران"
الحمل : الثقل ( أحمال ) سبلا : طرقا ( سبيل )
أسوي : أعدل حجبه : أخفاه
تغمغم : أصوات غير مفهومة ستي : مخدومتي
س/ ما العاطفة المسيطرة على الكاتب ؟
العاطفة هي الإشفاق على الطفلة الصغيرة 0
س/ وضح الخيال في الفقرة السابقة وبين نوعه و قيمته
** دار في رأسها : استعارة مكنية حيث شبة الأفكار في رأسها بشيء مادي يدور
** ما كنت أرى لها رأسا : كناية عن صغر الطفلة و عظم حجم الحمل
** تغمغم بكلام كثير : كناية عن صغر حجم الطفلة و ثقل الحمل
و سر جمال الكناية ، الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل في إيجاز و تجسيم 0
س/ وضح المحسنات البديعية في الفقرة السابقة و بين سر جمالها ؟
** [ أسوي × يميل ] – [ أعدل × يميل ] – [ تترك × تأخذ ] – [ أرى حجبه ] –
[ انتظرت × مضت )
** كل ما سبق { طباق } و هو يبرز المعنى و يوضحه
س/ ما نوع الأسلوب في الفقرة السابقة وما الغرض البلاغي منه ؟
** الأسلوب : أسلوب خبري لتقرير حقيقة الإشفاق على الطفلة
س/ تعددت أساليب التوكيد في الفقرة السابقة وضحها و بين نوعها ؟
** أخيرا – قليلا : توكيد و نوعه "النائب عن المفعول المطلق "
** كان قريبا : جملة اعتراضية ( إطناب " يفيد التوكيد
** قد حجبه : أسلوب مؤكد و سيلته " قـد "
** رأسها هي : توكيد لفظي بتكرار الضمير " هي )
** لم تلتقط أذني إلا كلمة : توكيد بأسلوب القصر وسيلته " النفي بـ { لم }و الاستثناء بـ { إلا }
الألفاظ
** أسوي – أعدل 0000 : المضارع للتجدد و الاستمرار و استحضار الصورة
** الحيرى : توحي بسيطرة القلق و الاضطراب على الطفلة
** ستي : توحي بالرهبة و الخوف و القسوة من مخدومة الطفلة
الفقرة الثالثة متابعة الطفلة في عبورها الطريق
ولم أحول عيني عنها وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات و لا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يشبه قطعة القماش التي ينظف بها الفرن أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين 0 و راقبتها في عجب و هي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض و تهتز و هي تتحرك ثم تنظر هنا و هناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها و تخطو خطوات ثابتة قليلة و قد تتمايل بعض الشيء و لكنها سرعان ما تستأنف المضي 0 راقبتها طويلا حتى امتصتني كل دقيقة من حركاتها ، فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة و أخيرا استطاعت الخادمة أن تخترق الشارع المزدحم في بطء كحكمة الكبار
اللغويات
تخترق : تعبر المهلهل : البالي
زيله : طرفه تنشب : تثبت
الفتحات الداكنة : عينيها الداكنة : المائلة لسواد
سرعان اسم فعل ماضي بمعنى { أسرع } تستأنف : تبدأ
المضي : السير امتصتني : جذبتني
الكارثة : المصيبة الشديدة ( كوارث )
س/ ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ما أثرها على أفكار الكاتب ؟
العاطفة هي الإشفاق على الطفلة وقد جعلته لم يحول عينه عن تلك الخادمة الطفلة و هي تعبر الطريق المزدحم و كنت ألمح ثوبها القديم البالي الممزق القذر و الذي لم يستر ساقيها العاريتين و قد ظهرت قدماها كمخالب الكتكوت ، فهي أشبه بالهيكل العظمي منن الضعف فلقد كان منظرها عجيبا و هي تحاول أن تثبت قدميها حتى لا تقع و كانت تنظر يمنة و يسرة بعينيها المغبرتين اللتين تشبهان الفتحات الصغيرة فقد كنت أشعر أن سيارة ستصدمها فيقع حملها في وسط الطريق و لكنها استطاعت أن تعبر الطريق في بطء كما يفعل الكبار 0
س/ ما الخيال في الفقرة السابقة و بين نوعه و قيمته ؟
** لم أحول عيني عنها : كناية عن اهتمام الكاتب بالطفلة
** ثوبها الذي يشبه قطعة القماش : تشبيه يوضح الفكرة برسم صورة لها
** رجليها 00 كمسمارين رفيعين : تشبيه يدل على نحافة الطفلة -
** قدميها 00 كمخالب الكتكوت : تشبيه يدل على نحافة و ضعف الطفلة
** الفتحات الصغيرة الداكنة : كناية عن عينيها وهي توحي بضعف الطفلة
** امتصتني كل دقيقة : استعارة مكنية فهو يصور نفسه زهرة وتوحي بشفقته عليها
**الكارثة : استعارة تصريحيه صور وقوع الحمل بالكارثة
** تخترق الشارع كحكمة الكبار : تشبيه الطفلة بالكبار ويدل على نضجها المبكر و تحملها ما لا يناسب عمرها
س/ وضح المحسنات في الفقرة السابقة ؟
** هنا × وهناك : طباق يوضح المعنى بالتضاد
** ثابتة × تتمايل : طباق يوضح المعنى بالتضاد
** الطفلة × الكبار : طباق يوضح المعنى بالتضاد
س/ في الفقرة السابقة إطناب وضحه و بين نوعه و أثره
** تهتز و تتحرك : إطناب بالترادف
س/ في الفقرة السابقة تقديم و تأخير وضحه و بين قيمته ؟ ثم هات وسيلة توكيد ؟
** ينظف بها الفرن : تقديم ( بها ) على ( الفرن ) للتخصيص و التوكيد
** قد كنت : أسلوب مؤكد بـ( قد )
الألفــــــــــــــــــــــــــاظ
• الشارع العريض المزدحم بالسيارات : تعبير يوحي بخطر العبور و شجاعة الطفلة
• قطعة القماش : يوحي بالإهمال و الفقر و عدم الاهتمام
• مسمارين : يوحي بالفقر و الجوع
• كمخالب الكتكوت : يوحي بالضعف
• فقد كنت أتوقع : تعليل لقول " راقبتها طويلا )
• كل ثانية : يفيد العموم و الشمول
• أخيرا : توحي بالمعاناة
الفقرة الرابعة ( نظرة طويلة على الأطفال )
و استأنفت سيرها على الجانب الآخر و قبل أن تختفي شاهدتها تتوقف و لا تتحرك ، و كادت عربة تدهمني و أنا أسرع لإنقاذها و حين وصلت كان كل شيء على ما يرام فالحوض و الصينية في أتم اعتدال أما هي فقد كانت واقفة في ثبات تتفرج و وجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمها ، أو أكبر منها و هم يهللون و يصرخون ويضحكون ولم تلحظني و لم تتوقف كثيرا ، فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضي بها و قبل أن تنحرف استدارت على مهل و استدار الحمل معها و ألقت على الكرة و الأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة
التـعـليـــــــق
س/ وضح اللون الأدبي الذي يمثله قصة " نظرة " ؟
قصة نظرة من الدب ( الاجتماعي ) فالكاتب يصور لنا صورة رآها و يراها غيره في المجتمع و يوضح لنا الواقع الاجتماعي الغير متوازن الذي تعيش فيه الطفلة لكي يلفت نظرنا إليها و إلى الطبقة التي تنتمي إليها
س/ ما الفن الأدبي لهذه القصة ؟ وما أهم سماتها ؟
تمثل هذه القصة فن ( القصة القصيرة ومن أهم سماتها الفنية
مبدأ الوحدة و ( الموقف ) و ( الانطباع ) و ( الشخصية ) و ( الفكرة ) التي يهدف إليها الكاتب
س/ اذكر الأسس البنائية للقصة القصيرة ؟ مبينا كيف تحققت في قصة نظرة ؟
1- مبدأ الوحدة :
فالقصة تعالج فكرة واحدة من البداية إلى النهاية و بطريقة واحدة فقد اختار الكاتب لحظة قصيرة من حياة الطفلة و لكنها لحظة دالة على كل حياتها فلم يتحدث عن كل حياتها أو حتى لم يتناول يوما كاملا من حياتها حتى يحقق وحدة الموقف و الانطباع و الشخصية و الفكرة
2- مبدأ التكثيف:
و هو من أهم مبادئ القصة القصيرة فقد اقتصر الكاتب في الوصف ، و لم يستطرد في السرد فمثلا نجده استخدم كلمة " ستي " للدلالة عل القهر الذي تحياه الطفلة و الظلم الاجتماعي الواقع عليها و عدم تحكمها في مصيرها و تحملها ما يفوق طاقتها دون رغبة منها 0
3- تفاصيل الإنشاء :
يجب أن تكون التفاصيل جزء من بناء كلي تأكيدا لمبدأ الوحدة و لذالك اختفت التفاصيل و الجزئيات و التحمت شخصية الكاتب في شخصية الطفلة حتى اختفي هو داخل الشخصية الرئيسية وهي شخصية ( الطفلة )
س/ الصراع من مبادئ بناء فن القصة وضح ذلك من خلال قصة " نظرة "؟
يلاحظ أن قصة نظرة لم تخل من الصراع الذي تمثل في :
( أ ) صراع داخلي في نفس الكاتب الذي أشفق على الطفلة و رغب في مساعدتها
( ب ) صراع الطفلة مع نفسها حين خافت على حمله و من قسوة ( ستها ) عليها
( ج ) صراع الطفلة مع نفسها و حرمانها حين نظرت إلى هؤلاء الأطفال و هم يلعبون و تمنت أن تشاركهم مرحهم
س/ بم اتسم الحوار داخل قصة ( نظرة ) ؟
حفلت قصة نظرة بالحوار الصامت و هو أقوى و أبلغ من حوار مسموع خارجي ، و ربما أن الكاتب قد خلص قصته من الكلمات التي لا تناسب مساحة هذه القصة وذلك هو المناسب لطبيعة القصة القصيرة
س/ الكاتب لم يجعل الراوي مركزا محوريا في قصته وضح ذلك مبينا بم شبهه ؟
لم يجعل الكاتب الراوي مركزا محوريا و إنما جعل الطفلة هي الشخصية المحورية و كان وجود الراوي انعكاسا لها فلم يطغ عليها و لم يؤثر فيها و لم يسيطر أو يهيمن على الأحداث فقد اختفت شخصيته تماما من الأحداث و هو هنا كملقن المسرحية الذي يعرف كل مشاهد انه موجود ولكن صوته مختفي
فهو موجود و غير موجود في آن واحد 0
س/ ارتبط عنوان نظرة بالجو العام للقصة ؟ وضح ذلك ؟
نجد أن العنوان ( نظرة ) لاتساقه مع وحدة الانطباع و الموقف
كما أن أحداث القصة قد بنيت على نظرتين هما نظر الكاتب للطفلة في الفقرة الأولي و الثانية و نظرة الطفلة للأطفال فهي تحلم بأن تكون مثل الأطفال الذين يلعبون و تتمنى اللعب معهم
http://raa3y.blogspot.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق