في الفخر لعنترةôالتعريف بالشاعر:
وُلِدَ عنترة بن عمرو بن شداد العبسي لأَمَة (جارية) حبشية سوداء تسمى زُبَيْبَة ، نقلت إليه لونها وعبوديتها ، فأصبح عبداً في مجتمع يقسم أبناءه إلى طبقات تعلوها طبقة الأحرار ، وتقع في قاعها طبقة العبيد .. وكان أبوه من سادات بني عبس ، و من عادات العرب ألا تُلحق ابن الأمَة بنسبها ، بل تجعله في عداد العبيد ، لذلك كان عنترة عند أبيه منبوذاً ، يرعى له إبله وخيله ، ومارس الفروسية ومهر فيها ، فشب فارساً شجاعاً هماماً لا يُشَقّ له غبار ، وكان يكره استعباد أبيه له وعدم إلحاقه به في النسب ، لذلك صار سيفه هو نسبه ، حتى أغار بعض العرب على عبس ، واستاقوا إبلهم ، فقال له أبوه (كُرَّ يا عنترة .) فأجابه وهو غاضب عليه لاستعباده إياه : العبد لا يُحْسِن الكرَ , وإنما يحسن الحَلْب والصَرّ . فقال له (: كُرَّ وأنت حُرّ ، ) فهب كالإعصار يدفعه حب الحرية إلى اجتراح (صنع) المعجزات وقهْر الخصم واستنقذ الإبل ونال الحرية ، ومن ذلك الوقت ظهر اسمه بين فرسان العرب و ساداتها يسير وذِكْره يطير , حتى أصبح مضرب المثل في الإقدام والجرأة ، وطال عمر عنترة ومات غالبا عام 615 م و يقال أن مجموع ما كتبه من قصائد 146 قصيدة .
ôمناسبة النص :
ترك عنترة ديار قومه غاضباً ؛ لرفض قبيلته منحه حريته ، و بعد أن فشل في إقناع الأهل بأنّ السواد لا صلة له بالشخصية إذا عَظُمَتْ ، وبالنفس إذا كرمت ، وبالعزيمة إذا كبرت ، و نزل عند بني عامر ، فاستغلت قبيلة هوازن الفرصة و هاجمت ديار عبس قبيلة عنترة ، و كادت عبس أن تنهزم لولا أنهم استنجدوا بفارسهم البطل عنترة الذي لبى النداء مهرولاً ؛ ليدافع عن حرمات قبيلته . ôالأبيات : وفاء برغم الخلاف
1 - سَكَتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ **** وَظنُّوني لأَهـلي قَــدْ نســِيتُ 2 - وكَيفَ أنامُ عَنْ ساداتِ قَــوْمٍ **** أنا في فَضْـلِ نِعْمتِهمْ رُبيتُ 3 - إن دارت بهم خيل الأعـــــادي **** ونادونـي أجـبـت متى دعـيتُ 4 – بسـَيـفٍ حَـدُّهُ يزجـي المنَايـــا **** وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميــتُ
ô اللغويات :
ô سكت : صمتُّ × تكلمت - غَرّ : خَدَع و أطمع ، ضلل
- أنام : أي أغفل و أنسى و أترك × أهتم - سادات : أشراف وعظماء × عبيد م سيد
- فضل : خير وزيادة ج فضول - نعمتهم : عطائهم ج نعم
- ربيت : تربيت و نشأت - دارت : نزلت بهم و حاصرتهم وأحاطتهم
- الأعادي : جمع الأعداء التي هي جمع عدو - ونادوني : أي استنجدوا بي
- أجبت : لبيت النداء ، استجبت - حده : حَافّته و طرفه ج حدود
- يزجي : يسوق و يدفع - المنايا : الموت م مَنيَِّة - رمح ج رماح
- صدره : أي نصله وسنانه - الحتف : الموت و الهلاك × الحياة ، النجاة ج حُتُوف .
ôالشـرح :
يقول عنترة أنه هجر قومه غاضباً ؛ لإنكارهم لحقه في الحرية ، وقد أطمع ذلك الخلاف الأعداء ، وانتهزوا الفرصة فهاجموا أهله ظانين أنه نسى أهله ، وأنه لن يعود للدفاع عنهم ، وقد جانبهم الصواب في هذا الظن .. فكيف له أن يتناسى الدفاع عن أشراف العرب و ساداتها و هو الذي نشأ و تربى في أحضانهم وهم الذين قد أغدقوا عليه من خيرهم و إحسانهم .. و لئن أحاط الأعداء بقومه و هاجموهم ، و ناداه قومه لبى النداء مسرعاً بسيفه الذي يأتي بالهلاك للأعداء ، و رمحه الذي يحمل الموت و الفناء لهم .
س1 : عَمَّ سكت عنترة ؟ و لِمَ سكت ؟ و ما أثر سكوته ؟ جـ1 : سكت عنترة على إصرار قبيلته المستمر بعدم منحه حريته ، فآثر الرحيل إلى ديار بني عامر .- و قد سكت ؛ لأنه مخلص لأهله الذين عاش بينهم وتمتع بخيرهم .- و أثر سكوته : انتهاز الأعداء فرصة غيابه ، و إعلانهم الحرب على قومه .
س2 : كيف وضحت الأبيات موقف الشاعر من قومه ، و موقف أعدائه منه ؟
جـ2 :نجده قد اعتزلهم لقسوتهم عليه و عدم الاعتراف به و مع ذلك نجده أيضا متعاطفا مع قومه معترفا بفضلهم عليه ، أما أعدائه ظنوا أنه كرههم و اعتزلهم و لن يهب لنصرتهم و كان ذلك خاطئا كبيرا منهم
س3 : بِمَ وصف الشاعر سيفه و رمحه ؟ و علامَ يدل ذلك ؟جـ 3 : وصف الشاعر سيفه و رمحه بالقوة و بأنهما هما اللذان يأتيان بالموت للأعداء . - يدل ذلك على فروسية عنترة و بطولته وشجاعته .
س 4 : يعاب على الشاعر في تعبيره (نادوني) أنه لا ينهض للدفاع عن قومه إلا إذا دعوه .. فما العيب في ذلك ؟ و كيف تبرر موقفه ؟ جـ4 : بالفعل كان من الأفضل لشاعرنا و هو الفارس المغوار أن يسرع لنصرة قومه و نجدتهم بمجرد أن يلوح الخطر أمامهم ، ولا ينتظر استنجادهم به . - وتبرير موقفه أنه أراد أن يُشعر قومه بمدى حاجتهم الشديدة إليه ؛ فهو - وحده - الذي يُلقي الرعب في قلوب الأعداء .
ôالتذوق الفني :
س1 : أيهما أجمل : (سكتُّ) أم (غضبتُ) ؟ و لماذا ؟ جـ1 : (سكتُّ) أجمل ؛ لأنها تدل على التسامح و الطيبة مع الأهل على الرغم من ظلمهم له .
ô (فغر أعدائي السكوت) : كناية عن غفلة الأعداء وغبائهم الشديد و سوء فهمهم لطبيعته الوفية والمحبة لقومه.
ô الفاء في (فغر) تفيد : سرعة الأعداء في انتهاز خلافه مع قومه .
ô (أعدائي) : التعبير بالجمع يدل على كثرة الأعداء ، و إضافة (أعداء) إلى ياء المتكلم دليل على أنه هو المقصود بالعداوة .
ô (غر أعدائي السكوت) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به ( أعدائي ) على الفاعل (السكوت) ؛ ليفيد التأكيد و التخصيص .
ô (ظنوني) : توحي بغباء الأعداء و بخطئهم الشديد في تقدير مدى حبه لقومه .
ô (لأهلي) : إضافة " أهل " إلى ياء المتكلم تدل على شدة الحب و الانتماء و الاعتزاز بهم .
ô (السكوت - نسيت) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .
ا - ا لتصريع : هو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في البيت الأول و هو من المحسنات البديعية الخاصة بالشعر .
ô (وكيف أنام عن سادات قوم ؟!) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : الاستنكار و التعجب من غباء الأعداء في فهم شخصيته المخلصة للأهل .
ô (... أنام عن) : كناية عن التخاذل و الكسل في الدفاع عن الأهل .
ô (سادات) : نكرة للتعظيم ، و جمع لبيان كثرة الأشراف في قبيلته .
ô (قوم) : نكرة للتعظيم .
ô (أنا في فضل نعمتهم ربيت) : التعبير بـ (أنا) يدل على الاعتزاز الشديد بالنفس
و(فضل) : توحي بخير قومه الفياض عليه . و تقديم الجار و المجرور (في فضل نعمتهم) على الفعل (ربيت) أسلوب قصر غرضه : التخصيص و التأكيد على نشأته في خيرهم وعزهم .
ô (إنْ) شرطية تفيد : الشك في أن يهاجم الأعداء قومه .
س2 : أيهما أدق في معنى البيت هنا (إن - إذا) ؟ ولماذا ؟ô (دارت) : توحي بشدة الحصار ، فهو من كل ناحية ، لذلك هي أجمل من (هاجمت)
ô (دارت بهم خيل الأعادي) : كناية عن شدة و شراسة هجوم الأعداء فهو من كل جانب .
س3 : أيهما أجمل : [ دارت بهم خيل الأعادي - هاجمتهم خيل الأعادي] ؟ ولماذا ؟ .
( دارت بهم خيل الأعادي ) لأنها تدل على سرعة و قوة الهجوم
ô (الأعادي) : التعبير بجمع الجمع يدل ضخامة حشود الأعداء .
ô (نادوني - أجبت) : محسن بديعي / طباق يبرز سرعة تلبيته لنداء قومه .
ô (سيف - رمح) : نكرتان للتعظيم و التمجيد ؛ فهما أهم أسلحة ذلك العصر .
ô (بسيف حده يزجي المنايا) : استعارة مكنية ، لكل من السيف و المنايا .. فقد شبه حد السيف بإنسان قوي يسوق الموت للأعداء ، و حذف المشبه به و هو الإنسان وذكر ما يدل عليه وهو (يزجي) - كما شبه (المنايا) بقطيع من الحيوانات يدفع إلى الأعداء ؛ ليوحي بكثرة القتلى من الأعداء .
ô (رمح صدره الحتف المميت) : تشبيه مجمل حيث شبه صدر الرمح بالحتف ووجه الشبه بينهما أن كليهما مميت .. و الصورة السابقة تبين مدى قوة الرمح و بسالة صاحبه .
: أن الأسلوب هو الطريقة التي يعبر بها الأديب عن نفسه وينقسم إلى : 1- خبري : وهو ما يحتمل الصدق أو الكذب لذاته مثل : تفوقت إنجي . غرضه غالباً : تقرير المعنى في النفس و تثبيته ؛ لأنه يعرض حقائق .2 - إنشائي : وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب لذاته مثل : ذاكر الدرس . غرضه غالباً : الإقناع و إثارة ذهن المخاطب .- الأساليب الإنشائية نوعان :
طلبية : الأمر ، النهي ، النداء ، الاستفهام ، التمني . غير طلبية : التعجب ، المدح و الذم ، القسم ، أفعال الرجاء .
ôالأبيات : فخر بالشجاعة و أصل نبيل
5 - خُــلِقتُ من الحَـديدِ أشَدَّ قَلُباً **** وَقَدْ بَليَ الْحَـديدُ وَما بَلِيــتُ6 - و في الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْـلا **** ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ7 - وَ لي بَـيْتٌ عــــلا فَــلَكَ الثّـرَيَّا **** تَخِـرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ
ôاللغويات : ôالحديد ج الحدائد - أشد : أقوى × أرق - بلي : فني و تفتت و تآكل
- الحرب العوان : التي تكرر فيها القتال مرة بعد مرة ج العُون
- المَعَامِع: الحروب و المعارك الشديدة م مَعْمَعَة
- فلك : مدار النجوم ج أفْلاك
- الثريا : مجموعة من النجوم في صورة وجه الثور ج الثريات
- تخر : تسقط وتهوى ، والمراد تخضع - هيبته : مَهابته وعظمته × حقارته .
ôالشـرح :
س1 : بم يفتخر عنترة في الأبيات السابقة ؟جـ1 : يفتخر عنترة في هذه الأبيات بشجاعته وإقدامه وفروسيته فيقول : أن الله قد خلقني ذا عزيمة أقوى من الحديد ، ومنحني قلباً جريئاً لا يخشى الأعداء .. فلقد شببت وترعرعت في ميادين القتال وتعودت على أهوالها .. وليست الفروسية و الشجاعة التي أنا عليها إلا لأني من بيت عظيم ، فقد ارتفعت قبيلتي فوق النجوم بشرفها و هيبتها التي جعلت باقي القبائل تخضع لها و تخر ساجدة أمامها اعترافاً بسيادتها .
س2 : لماذا قارن الشاعر بينه وبين الحديد ؟ و ما علاقة القلب بهذه المقارنة ؟جـ2 : قارن الشاعر بينه وبين الحديد ؛ ليبين لنا شدة قوته و صلابته . - و علاقة القلب بهذه المقارنة : أن القلب مصدر البطولة و الشجاعة و الإقدام .
س3 : بما أشاد شاعرنا في البيت الأخير ؟ جـ3 : أشاد بالبيت (قبيلته) الذي نشأ فيه و تعلم منه معاني الشجاعة والإقدام , والشهامة , والنَجْدة , و عفة النفس .
ôالتـذوق الفني :
ô (خلقت من الحديد أشد قلبا) : تشبيه لقوة قلبه بالحديد في صلابته و شدته .
س1 : أيهما أجمل : (أشد قلباً - أشد ساعداً) ؟ و لماذا ؟جـ1 : التعبير بـ (أشد قلباً) أجمل ؛ لأنه يدل على الجرأة الشديدة و البسالة (فالقلب موطن الجرأة)، بينما التعبير الثاني يدل على القوة الجسدية التي هي ليست مقياساً للشجاعة
ô (قلباً) : نكرة للتعظيم .
ô (وقد بلي الحديد و ما بليت) : كناية عن شدة قوته .
ô (بلي - ما بليت) : محسن بديعي / طباق بالسلب فيه مبالغة شديدة لقوة شاعرنا . (وفي الحرب العوان ولدت طفلا) : كناية عن الخبرة بالمعارك و التعود على الأهوا، و تقديم الجار و المجرور (وفي الحرب) على الفعل (ولدت) أسلوب قصر يفيد التأكيد على أنه لم ينشأ إلا وسط أهوال الحروب .
ô (ومن لبن المعامع قد سقيت) : استعارة مكنية ، حيث شبه (المعامع) بأم مرضعة و حذف المشبه به (الأم) وذكر صفة من صفاته (لبن) ، و سر جمال الصورة التشخيص ، و في العبارة أيضاً كناية عن الشجاعة و الفروسية .
ô(ولي بيت علا فلك الثريا) : كناية عن عظمة و رفعة بيته (قبيلته) الذي نشأ فيه .
ô(بيت) : نكرة للتعظيم .
ô (تخر لعظم هيبته البيوت) : كناية عن عظمة و مهابة قبيلته التي جعلت القبائل تخضع لها .
التعـــــليـــــق :
س1 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟جـ : هو الفخر و الحماسة ، و هذا الغرض يمثل أوسع الأغراض في العصر الجاهلي
س2 : ما الأسلوب الذي اعتمد عليه الشاعر في هذه الأبيات ؟ ولماذا ؟جـ: اعتمد على الأسلوب الخبري ما عدا أسلوباً إنشائياً واحداً (وكيف أنام عن ..؟!) .- وذلك لتقرير وفاء الشاعر لأهله ، ولإظهار فخره الشديد بشجاعته وصلابته .
س3 : تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي . وضّح . جـ : بالفعل تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي و منها : 1 - الصراعات الدائمة المتتابعة و الحروب الطاحنة بين القبائل .2 - شدة الوفاء و الانتماء إلى القبيلة 3 - الاهتمام بذكر وسائل القتال من سيف ، ورمح ، وخيل .4 - التفاخر والتباهي بالشجاعة والإقدام , والشهامة , والنَجْدة , و عفَّة النفس .
س4: في النص مبادئ وطنية - حددها واذكر أثرها في حياة المواطن و تقدم الوطن . جـ : من المبادئ الوطنية التي اشتمل عليها النص : حب الوطن و التضحية من أجله - الدفاع عنه - العمل على حمايته من الأعداء . - و أثر ذلك في حياة المواطن : السعادة و الاطمئنان ، و رفعة الوطن .
س5 : تبدو ملامح شخصية عنترة من خلال النص . وضّح . جـ : بالفعل فهو شديد الاعتزاز بنفسه رفض حياة العبودية ، وطالب الأهل الاعتراف بحريته و عندما رفض الأهل آثر الرحيل ، ومع هذا التعنت من الأهل إلا أنه شديد الوفاء و الإخلاص لهم بادر لنجدتهم عندما هاجمهم الأعداء ؛ لأنه الفارس النبيل الذي يتصف بالشجاعة والإقدام , والشهامة , والنَجْدة , و عفَّة النفس .
س6 : ما الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر ؟ جـ : الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر : 1 - الألفاظ : سهلة ومنتقاة بعناية ؛ لتعبر عن حالة الفخر .2 - العبارات : محكمة النسج قوية فيها جزالة و فخامة . 3 - المعاني و الأفكار : واضحة سهلة وبها بعض المبالغة المقبولة المناسبة للفخر . 4 - الصور : واضحة مأخوذة من البيئة البدوية ، و قد تنوعت بين التشبيه و الاستعارة و الكناية ؛ لتوضيح معانيه . 5 - الموسيقى: و تظهر في الوزن الواحد و القافية الواحدة ، و هناك موسيقى نابعة من حسن اختيار اللفظ واستخدام بعض المحسنات البديعية .
أسئلة للمناقشة
1 - سَكَتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ **** وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نســِيتُ2 - وكَيفَ أنامُ عَنْ ساداتِ قَوْمٍ **** أنا في فَضْـلِ نِعْمتِهمْ رُبيتُ3 - إن دارت بهم خيل الأعادي **** ونادونـي أجبت متى دعيتُ4 - بسَيفٍ حَدُّهُ يزجـي المنَايا **** وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ
س1 : (سكتّ) تعبير يدل على : (الخوف - التسامح - عدم الاهتمام) .س2 : بِمَ توحي الكلمات الآتية : (سادات - قوم - فضل - نعمتهم) .س3: علامَ يدل قول عنترة : (أجبت متى دعيت) ؟س4 : تظهر فروسية عنترة و أصالته في الحروب . وضِّح ذلك . س5: هات البيت الذي يدل على وفاء الشاعر لأهله 0
س6: هات من الأبيات خيالا و محسنا بديعيا و بين نوعهما و أثرهما في المعنى 0
الرثاء للخنساء
التعريف بالشاعرة :
هي تَماضر بنت عمرو من بني سُليم من أهل نجد ، ولدت سنة 575 للميلاد، و لقبت بالخنساء لجمال أنفها ، وهي أشهر شواعر العرب وأشعرهن . عاشت في الجاهلية ، ثم أدركت الإسلام فأسلمت ، ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها ، فكان الرسول يستنشدها (أي يطلب منها قول الشعر) ويعجبه شعرها . - أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية ، وكانا قد قُتلا في الجاهلية ، وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية ، فجعلت تحرِّضهم على الثبات حتى قتلوا جميعاً ، فقالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته) . ويقال : أنها توفيت سنة 664 ميلادية .
مناسبة النص :
كان للخنساء أخ هو صخر ، وكان صخر عظيم البر بها مع أنها أخته من الأب ، وفي بعض المعارك التي دارت بين بني سُليم قوم الخنساء ، وبني أسد ، طُعِنَ صخر طعنة أورثته علة لم يلبث أن مات بعدها ، فحزنت الخنساء حزناً فظيعاً عليه ؛ فلقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزيناً وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء . ومن ميراثها هذه القصيدة الشهيرة . ôالأبيات :
1 - أَعَينيَّ جُودَا وَ لاَ تَجمُـــدَا أَلاَ تَبكيانِ لِصَخْـرِ النَّدى ؟2 - أَلاَ تَبكيانِ الجَريءَ الجَميــلَ أَلا تَبكيانِ الفَتَى السـَّيِّدا ؟3 - طَوِيْلُ النِّجَادِ رَفِيْعُ العِمَـادِ سـَادَ عَشِــــــيرَتَهُ أَمْـرَدَا
ôاللغويات :
جودا : أي ابكيا بسخاء و بغزير الدمع × ابخلا - ولا تجمدا : لا تجف وتكف دموعكما - الندى : الجود و الكرم والسخاء × البخل ، الشح ج الأنداء ، وصخر الندى : أي صخر الكريم - الجريء : الشجاع المِقْدَام ج أَجْرِئاء ، جُرَآء ، اجْرياءُ × الجبان - الفتى : الشاب القوي ج الفتيان ، الفتية - السيد : العظيم الشريف ج السادة ج ج السادات - النجاد : حمائل السيف ، و طويل النجاد : أي طويل القامة - رفيع : عالٍ ، مرتفع × متدنٍ - العماد : عمود البيت الذي يقام وسط الخيمة ج عُمُد - رفيع العماد : أي عظيم القدرة و المكانة - ساد : قاد - عشيرته : قَبيلته ج عشائر - الأمرد : الشاب الصغير الذي لم تنبت لحيته ج مُرد .
ôالشرح :
تتحدث الشاعرة في هذه الأبيات عن أخيها صخر الذي اختطفه الموت ، وتستحث عينيها أن تجودا بالدمع الغزير ؛ ليتدفق حزناً على أخيها صخر بحر الكرم و الجود و العطاء الدافق ... فهو الفتى الجريء الجسور ذو الطلعة البهية جميل الخِلْقَة و الخُلُق ، الشريف العظيم في قومه ... صاحب القامة الطويلة و المهابة العظيمة ، شريف قومه و سيدهم على الرغم من صغر سنه .
س1 : لماذا طلبت الشاعرة من عينيها أن تجودا بالدمع ؟ جـ : وذلك لأن الدموع قد تخفف من آلامها ، و قد تزيل أحاسيس الجزع (انعدام الصبر) و الحزن منها بعد أن اختطف الموت أخاها .
س2 : لم خَصَّتِ الخنساء أخاها بهذا الرثاء ؟! جـ : خَصَّتِ الخنساء أخاها بهذا الرثاء ؛ لمناقبه (مزاياه) العديدة فهو عظيم البرِّ بها مع أنها أخته لأبيه ، وهو السبَّاق إلى الخير المِعْطاء السيد الشريف .
س3 : ما الصفات التي مدحت بها الشاعرة أخاها في الأبيات الثلاثة الأولى ؟جـ : الصفات التي مدحت بها الشاعرة أخاها : الكرم - الشجاعة - الجمال - الشرف - العظمة - الطول - السيادة . التذوق : (أعيني) : استعارة مكنية ، حيث شبهت الشاعرة عينيها بشخصين تطلب منهما العون ، وحذفت المشبه به ، ودلت عليه بشيء من لوازمه وهو النداء عليه ، وهي صورة توحي بشدة الحزن الذي يعتلج (يتصارع) في صدرها.
(أعيني) : أيضاً أسلوب إنشائي / نداء ، غرضه : إظهار الحزن و الأسى و اللوعة .
(جودا) : استعارة مكنية ، فيها تشخيص للعينين أيضاً .
(جودا) : أيضاً أسلوب إنشائي نوعه : أمر ، غرضه : التمني .
(ولا تجمدا) : استعارة مكنية ، و أيضاً أسلوب إنشائي نوعه : نهي ، غرضه : التمني ، و التمني هنا تمني استمرار البكاء ؛ لأن البكاء قد يُطفئ نار الحزن؛ ولذلك تشتد اللوعة (الحُرْقَة) عندما تجمد العين ولا تدمع.
(ولا تجمدا - الندى) : محسن بديعي / تصريع ، يعطي نغمة موسيقية إضافية في مطلع القصيدة .
(جودا - تجمدا) : محسن بديعي / طباق يؤكد استمرار الحزن و تجدد البكاء .
أن من المحسنات البديعية
" الطبـاق والمقـابلة والجناس والتورية والتصريع والسجع وحسن التقسيم .. " .
س 1: ما نوع الأسلوب في (ألا تبكيان) ؟ وما غرضه ؟ ولماذا تكرر ثلاث مرات ؟جـ 1 : أسلوب إنشائي استفهامي غرضه : الحث و التحضيض (التحريض) على البكاء . - وقد تكرر ثلاث مرات ؛ للتأكيد على مشاعر الحزن والألم التي أحرقت قلبها بعد فقده
(صخر الندى) : الإضافة هنا تدل على أن الكرم عنوانه صخر .
(الجريء - الجميل - الفتى - السيدا) : تتابع جميل لصفات صخر العظيمة التي أهلته للمكانة العالية و السيادة في قومه .
س2 : لماذا يعاب على الشاعرة قولها في وصف أخيها (الجميل) بعد (الجريء) ؟جـ 2 : و ذلك لأن الجمال لا يمدح به إلا النساء و ليس الرجال .
(طويل النجاد) : كناية عن طول القامة (صورة مأخوذة من البيئة) .
(رفيع العماد) : كناية عن الشرف والسمو ؛ فبيت سيد القبيلة أعلى البيوت وأكبرها حجماً (صورة مأخوذة من البيئة) .
(طويل النجاد - رفيع العماد) : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن .
(ساد عشيرته أمردا) : كناية عن الرجولة المبكرة .
* لاتنسَ أن : سر جمال الكناية هو الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم
الأساليب الخبرية في الأبيات السابقة غرضها تقرير و إثبات صفات الكمال و البطولة لأخيها.
ôالأبيات :
4 - إذا القـومُ مدُّوا بأَيْدِيهُـمُ إلى المَــجـدِ مــَدَّ إلَيْـــهِ يــــدَا 5 - فـنَالَ الذي فَوْقَ أَيْدِيهـمُ من المجــدِ ثم مـَضَى مـُصْعــدَا 6 - تَرَى الحَمْدَ يَهْوَي إلى بَيْتِه يَرَى أَفْضَلَ الكَسْبِ أن يُحْمَدَا
ôاللغويات :
- القوم : الرجال - المجد : الشرف و الرفعة × الضّعة والحقارة - نال : حصل × حُرِم - مضى : ذهب و انطلق - مصعدا : ناهضاً مرتفعاً - الحمد : الشكر و الثناء الجميل × الذم و الجحود و النكران - يهوي : أي يسرع إليه - الكسب : الربح × الخسارة .
ôالشرح :
تعبر الشاعرة عن فخرها بأخيها من خلال موازنة و مقارنة رائعة بين صخر و قومه في ساحات المجد و الشرف ، فقومه عندما يتسابقون إلى المجد و الرفعة فهو يشاركهم في النبل و العظمة بل يفوقهم و يعلو عليهم .. لذلك فهو يحظى بالثناء من الناس و الاعتراف بالجميل جزاء لأعماله الرائعة ، وهو يؤمن أن أعظم ربح للإنسان أن يكون محموداً و محبوباً من الناس .
س 1: في البيت الرابع مقارنة . ما طرفاها ؟ و ما نتيجتها ؟ جـ : المقارنة بين أخيها صخر ، وقومه في مكارم الأخلاق و الأعمال العظيمة .- و نتيجتها : تفوق و سبق أخيها صخر في كل عمل عظيم و موقف شريف ، فهو يعلو قومه بعظيم سجاياه (صفاته) .
ôالتذوق :
(مدوا بأيديهم إلى المجد) : استعارة مكنية ، تصور المجد بشيء مادي يتسابق القوم في الوصول إليه ، و الصورة توحي بقيمة المجد و مدى اهتمام الفضلاء به .
(مد إليه يدا) : استعارة مكنية للمجد ، فيها تأكيد على سبق صخر .
(يداً) : نكرة للتعظيم .
(فنال الذي فوق أيديهم من المجد) : استعارة مكنية ، تصور المجد بشيء مادي ينال
(فنال) : تعبير يوحي بالنجاح و الفوز بالمجد .
(فوق) : تعبير يوحي برفعة الغاية وسمو الهدف الذي يبحث عنه صخر .
س1 : ما علاقة البيت الخامس بالبيت الرابع ؟ جـ1 : العلاقة : نتيجة ، فنتيجة الجهد الوصول إلى المجد .
(ثم مضى مصعدا) : كناية عن قوة العزيمة و علو الهمة التي عليها صخر .
(ترى الحمد يهوي إلى بيته) : استعارة مكنية ، تصور الحمد بطائر يسرع بالهبوط على بيت صخر ، وهي صورة توحي بحب الناس لصخر ، وأنه محمود السيرة .
(بيته) : مجاز مرسل عن صخر علاقته المحلية .
(بيته) : توحي أيضاً بالنشأة الطيبة و الأصل الكريم .
(يرى أفضل الكسب أن يحمدا) : كناية عن عظمة صخر وعفته فهو يرى أن الكسب الحقيقي في أن يرضى الناس عن أعماله .
(يحمدا) : فعل مبني للمجهول ؛ ليوحي بعموم المدح من كل الناس .
البيت السادس : نتيجة لما قبله .
التعليق :
س1 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟جـ : هو غرض الرثاء الفردي .
س2 : ما تعريف الرثاء ؟ وكيف كان قديماً ؟ وكيف أصبح حديثاً ؟جـ : هو مدح للميت بما كان يتصف به من صفات عظيمة كالكرم والشجاعة والشرف والسيادة .- وكان الرثاء قديما فرديا أو قبلياً ولكن الرثاء تطور بعد ذلك وخصوصا في العصر الحديث فصار قومياً وطنيا، تمجيداً للشهداء وأثرهم في الدفاع عن الوطن.
س3 : سيطرت على الشاعرة عاطفتان . وضحهما .
جـ : بالفعل سيطرت على الشاعرة عاطفتان :- العاطفة الأولى : عاطفة الحزن و الألم لفقد أخيها .- العاطفة الثانية : عاطفة التمجيد والإعجاب والاعتزاز بأخلاق أخيها صخر .
س4 : لماذا لم تحزن الخنساء على موت أولادها حزنها على موت أخيها ؟ جـ3 : لم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد المسلم في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر [وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] (آل عمران:169) .
س5 : تنوعت الأساليب في هذه الأبيات ما بين خبرية و إنشائية.علل . جـ : بالفعل تنوعت الأساليب في هذه الأبيات ما بين خبرية و إنشائية ففي البيتين الأول و الثاني كانت الأساليب إنشائية ؛ لإظهار عاطفة الحزن و الأسى على فقد الأخ الحبيب ، وفي بقية الأبيات كانت الأساليب خبرية ؛ لتأكيد الإعجاب بأخلاق صخر . س6 : تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي . وضّح . جـ: بالفعل تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي و منها : 1 - قوة الروابط الأسرية . 2 - السيف رمز البطولة . 3 - من صفات العرب " الكرم - الشجاعة - الشرف " . 4 - الفخر بطول القامة . 5 - ارتفاع بيت سيد القبيلة دليل المهابة . أسئلة للمناقشة :
1 - أَعَينيَّ جُودَا وَ لاَ تَجمُـدَا أَلاَ تَبكيـانِ لِصَخْـرِ النَّدى ؟2 - أَلاَ تَبكيانِ الجَريءَ الجَميلَ أَلا تَبكيانِ الفَتَى السـَّيِّدا ؟3 - طَوِيْلُ النِّجَادِ رَفِيْعُ العِمَـادِ ســـــَادَ عَشِــيرَتَهُ أَمْـرَدَا
س1 : لم استحق صخر هذا الحزن الشديد من أخته ؟!س2 : الأبيات تجمع بين صفات صخر الخِلْقية و الخُلُقية . وضح .س3 : وصل صخر للسيادة في قومه على الرغم من صغر سنه .علل .س4 : بم يوحي التعبير بـ (طويل النجاد) ؟ س5 : اختر : الرثاء في هذه القصيدة : (قبلي - قومي - فردي) .
وُلِدَ عنترة بن عمرو بن شداد العبسي لأَمَة (جارية) حبشية سوداء تسمى زُبَيْبَة ، نقلت إليه لونها وعبوديتها ، فأصبح عبداً في مجتمع يقسم أبناءه إلى طبقات تعلوها طبقة الأحرار ، وتقع في قاعها طبقة العبيد .. وكان أبوه من سادات بني عبس ، و من عادات العرب ألا تُلحق ابن الأمَة بنسبها ، بل تجعله في عداد العبيد ، لذلك كان عنترة عند أبيه منبوذاً ، يرعى له إبله وخيله ، ومارس الفروسية ومهر فيها ، فشب فارساً شجاعاً هماماً لا يُشَقّ له غبار ، وكان يكره استعباد أبيه له وعدم إلحاقه به في النسب ، لذلك صار سيفه هو نسبه ، حتى أغار بعض العرب على عبس ، واستاقوا إبلهم ، فقال له أبوه (كُرَّ يا عنترة .) فأجابه وهو غاضب عليه لاستعباده إياه : العبد لا يُحْسِن الكرَ , وإنما يحسن الحَلْب والصَرّ . فقال له (: كُرَّ وأنت حُرّ ، ) فهب كالإعصار يدفعه حب الحرية إلى اجتراح (صنع) المعجزات وقهْر الخصم واستنقذ الإبل ونال الحرية ، ومن ذلك الوقت ظهر اسمه بين فرسان العرب و ساداتها يسير وذِكْره يطير , حتى أصبح مضرب المثل في الإقدام والجرأة ، وطال عمر عنترة ومات غالبا عام 615 م و يقال أن مجموع ما كتبه من قصائد 146 قصيدة .
ôمناسبة النص :
ترك عنترة ديار قومه غاضباً ؛ لرفض قبيلته منحه حريته ، و بعد أن فشل في إقناع الأهل بأنّ السواد لا صلة له بالشخصية إذا عَظُمَتْ ، وبالنفس إذا كرمت ، وبالعزيمة إذا كبرت ، و نزل عند بني عامر ، فاستغلت قبيلة هوازن الفرصة و هاجمت ديار عبس قبيلة عنترة ، و كادت عبس أن تنهزم لولا أنهم استنجدوا بفارسهم البطل عنترة الذي لبى النداء مهرولاً ؛ ليدافع عن حرمات قبيلته . ôالأبيات : وفاء برغم الخلاف
1 - سَكَتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ **** وَظنُّوني لأَهـلي قَــدْ نســِيتُ 2 - وكَيفَ أنامُ عَنْ ساداتِ قَــوْمٍ **** أنا في فَضْـلِ نِعْمتِهمْ رُبيتُ 3 - إن دارت بهم خيل الأعـــــادي **** ونادونـي أجـبـت متى دعـيتُ 4 – بسـَيـفٍ حَـدُّهُ يزجـي المنَايـــا **** وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميــتُ
ô اللغويات :
ô سكت : صمتُّ × تكلمت - غَرّ : خَدَع و أطمع ، ضلل
- أنام : أي أغفل و أنسى و أترك × أهتم - سادات : أشراف وعظماء × عبيد م سيد
- فضل : خير وزيادة ج فضول - نعمتهم : عطائهم ج نعم
- ربيت : تربيت و نشأت - دارت : نزلت بهم و حاصرتهم وأحاطتهم
- الأعادي : جمع الأعداء التي هي جمع عدو - ونادوني : أي استنجدوا بي
- أجبت : لبيت النداء ، استجبت - حده : حَافّته و طرفه ج حدود
- يزجي : يسوق و يدفع - المنايا : الموت م مَنيَِّة - رمح ج رماح
- صدره : أي نصله وسنانه - الحتف : الموت و الهلاك × الحياة ، النجاة ج حُتُوف .
ôالشـرح :
يقول عنترة أنه هجر قومه غاضباً ؛ لإنكارهم لحقه في الحرية ، وقد أطمع ذلك الخلاف الأعداء ، وانتهزوا الفرصة فهاجموا أهله ظانين أنه نسى أهله ، وأنه لن يعود للدفاع عنهم ، وقد جانبهم الصواب في هذا الظن .. فكيف له أن يتناسى الدفاع عن أشراف العرب و ساداتها و هو الذي نشأ و تربى في أحضانهم وهم الذين قد أغدقوا عليه من خيرهم و إحسانهم .. و لئن أحاط الأعداء بقومه و هاجموهم ، و ناداه قومه لبى النداء مسرعاً بسيفه الذي يأتي بالهلاك للأعداء ، و رمحه الذي يحمل الموت و الفناء لهم .
س1 : عَمَّ سكت عنترة ؟ و لِمَ سكت ؟ و ما أثر سكوته ؟ جـ1 : سكت عنترة على إصرار قبيلته المستمر بعدم منحه حريته ، فآثر الرحيل إلى ديار بني عامر .- و قد سكت ؛ لأنه مخلص لأهله الذين عاش بينهم وتمتع بخيرهم .- و أثر سكوته : انتهاز الأعداء فرصة غيابه ، و إعلانهم الحرب على قومه .
س2 : كيف وضحت الأبيات موقف الشاعر من قومه ، و موقف أعدائه منه ؟
جـ2 :نجده قد اعتزلهم لقسوتهم عليه و عدم الاعتراف به و مع ذلك نجده أيضا متعاطفا مع قومه معترفا بفضلهم عليه ، أما أعدائه ظنوا أنه كرههم و اعتزلهم و لن يهب لنصرتهم و كان ذلك خاطئا كبيرا منهم
س3 : بِمَ وصف الشاعر سيفه و رمحه ؟ و علامَ يدل ذلك ؟جـ 3 : وصف الشاعر سيفه و رمحه بالقوة و بأنهما هما اللذان يأتيان بالموت للأعداء . - يدل ذلك على فروسية عنترة و بطولته وشجاعته .
س 4 : يعاب على الشاعر في تعبيره (نادوني) أنه لا ينهض للدفاع عن قومه إلا إذا دعوه .. فما العيب في ذلك ؟ و كيف تبرر موقفه ؟ جـ4 : بالفعل كان من الأفضل لشاعرنا و هو الفارس المغوار أن يسرع لنصرة قومه و نجدتهم بمجرد أن يلوح الخطر أمامهم ، ولا ينتظر استنجادهم به . - وتبرير موقفه أنه أراد أن يُشعر قومه بمدى حاجتهم الشديدة إليه ؛ فهو - وحده - الذي يُلقي الرعب في قلوب الأعداء .
ôالتذوق الفني :
س1 : أيهما أجمل : (سكتُّ) أم (غضبتُ) ؟ و لماذا ؟ جـ1 : (سكتُّ) أجمل ؛ لأنها تدل على التسامح و الطيبة مع الأهل على الرغم من ظلمهم له .
ô (فغر أعدائي السكوت) : كناية عن غفلة الأعداء وغبائهم الشديد و سوء فهمهم لطبيعته الوفية والمحبة لقومه.
ô الفاء في (فغر) تفيد : سرعة الأعداء في انتهاز خلافه مع قومه .
ô (أعدائي) : التعبير بالجمع يدل على كثرة الأعداء ، و إضافة (أعداء) إلى ياء المتكلم دليل على أنه هو المقصود بالعداوة .
ô (غر أعدائي السكوت) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به ( أعدائي ) على الفاعل (السكوت) ؛ ليفيد التأكيد و التخصيص .
ô (ظنوني) : توحي بغباء الأعداء و بخطئهم الشديد في تقدير مدى حبه لقومه .
ô (لأهلي) : إضافة " أهل " إلى ياء المتكلم تدل على شدة الحب و الانتماء و الاعتزاز بهم .
ô (السكوت - نسيت) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .
ا - ا لتصريع : هو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في البيت الأول و هو من المحسنات البديعية الخاصة بالشعر .
ô (وكيف أنام عن سادات قوم ؟!) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : الاستنكار و التعجب من غباء الأعداء في فهم شخصيته المخلصة للأهل .
ô (... أنام عن) : كناية عن التخاذل و الكسل في الدفاع عن الأهل .
ô (سادات) : نكرة للتعظيم ، و جمع لبيان كثرة الأشراف في قبيلته .
ô (قوم) : نكرة للتعظيم .
ô (أنا في فضل نعمتهم ربيت) : التعبير بـ (أنا) يدل على الاعتزاز الشديد بالنفس
و(فضل) : توحي بخير قومه الفياض عليه . و تقديم الجار و المجرور (في فضل نعمتهم) على الفعل (ربيت) أسلوب قصر غرضه : التخصيص و التأكيد على نشأته في خيرهم وعزهم .
ô (إنْ) شرطية تفيد : الشك في أن يهاجم الأعداء قومه .
س2 : أيهما أدق في معنى البيت هنا (إن - إذا) ؟ ولماذا ؟ô (دارت) : توحي بشدة الحصار ، فهو من كل ناحية ، لذلك هي أجمل من (هاجمت)
ô (دارت بهم خيل الأعادي) : كناية عن شدة و شراسة هجوم الأعداء فهو من كل جانب .
س3 : أيهما أجمل : [ دارت بهم خيل الأعادي - هاجمتهم خيل الأعادي] ؟ ولماذا ؟ .
( دارت بهم خيل الأعادي ) لأنها تدل على سرعة و قوة الهجوم
ô (الأعادي) : التعبير بجمع الجمع يدل ضخامة حشود الأعداء .
ô (نادوني - أجبت) : محسن بديعي / طباق يبرز سرعة تلبيته لنداء قومه .
ô (سيف - رمح) : نكرتان للتعظيم و التمجيد ؛ فهما أهم أسلحة ذلك العصر .
ô (بسيف حده يزجي المنايا) : استعارة مكنية ، لكل من السيف و المنايا .. فقد شبه حد السيف بإنسان قوي يسوق الموت للأعداء ، و حذف المشبه به و هو الإنسان وذكر ما يدل عليه وهو (يزجي) - كما شبه (المنايا) بقطيع من الحيوانات يدفع إلى الأعداء ؛ ليوحي بكثرة القتلى من الأعداء .
ô (رمح صدره الحتف المميت) : تشبيه مجمل حيث شبه صدر الرمح بالحتف ووجه الشبه بينهما أن كليهما مميت .. و الصورة السابقة تبين مدى قوة الرمح و بسالة صاحبه .
: أن الأسلوب هو الطريقة التي يعبر بها الأديب عن نفسه وينقسم إلى : 1- خبري : وهو ما يحتمل الصدق أو الكذب لذاته مثل : تفوقت إنجي . غرضه غالباً : تقرير المعنى في النفس و تثبيته ؛ لأنه يعرض حقائق .2 - إنشائي : وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب لذاته مثل : ذاكر الدرس . غرضه غالباً : الإقناع و إثارة ذهن المخاطب .- الأساليب الإنشائية نوعان :
طلبية : الأمر ، النهي ، النداء ، الاستفهام ، التمني . غير طلبية : التعجب ، المدح و الذم ، القسم ، أفعال الرجاء .
ôالأبيات : فخر بالشجاعة و أصل نبيل
5 - خُــلِقتُ من الحَـديدِ أشَدَّ قَلُباً **** وَقَدْ بَليَ الْحَـديدُ وَما بَلِيــتُ6 - و في الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْـلا **** ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ7 - وَ لي بَـيْتٌ عــــلا فَــلَكَ الثّـرَيَّا **** تَخِـرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ
ôاللغويات : ôالحديد ج الحدائد - أشد : أقوى × أرق - بلي : فني و تفتت و تآكل
- الحرب العوان : التي تكرر فيها القتال مرة بعد مرة ج العُون
- المَعَامِع: الحروب و المعارك الشديدة م مَعْمَعَة
- فلك : مدار النجوم ج أفْلاك
- الثريا : مجموعة من النجوم في صورة وجه الثور ج الثريات
- تخر : تسقط وتهوى ، والمراد تخضع - هيبته : مَهابته وعظمته × حقارته .
ôالشـرح :
س1 : بم يفتخر عنترة في الأبيات السابقة ؟جـ1 : يفتخر عنترة في هذه الأبيات بشجاعته وإقدامه وفروسيته فيقول : أن الله قد خلقني ذا عزيمة أقوى من الحديد ، ومنحني قلباً جريئاً لا يخشى الأعداء .. فلقد شببت وترعرعت في ميادين القتال وتعودت على أهوالها .. وليست الفروسية و الشجاعة التي أنا عليها إلا لأني من بيت عظيم ، فقد ارتفعت قبيلتي فوق النجوم بشرفها و هيبتها التي جعلت باقي القبائل تخضع لها و تخر ساجدة أمامها اعترافاً بسيادتها .
س2 : لماذا قارن الشاعر بينه وبين الحديد ؟ و ما علاقة القلب بهذه المقارنة ؟جـ2 : قارن الشاعر بينه وبين الحديد ؛ ليبين لنا شدة قوته و صلابته . - و علاقة القلب بهذه المقارنة : أن القلب مصدر البطولة و الشجاعة و الإقدام .
س3 : بما أشاد شاعرنا في البيت الأخير ؟ جـ3 : أشاد بالبيت (قبيلته) الذي نشأ فيه و تعلم منه معاني الشجاعة والإقدام , والشهامة , والنَجْدة , و عفة النفس .
ôالتـذوق الفني :
ô (خلقت من الحديد أشد قلبا) : تشبيه لقوة قلبه بالحديد في صلابته و شدته .
س1 : أيهما أجمل : (أشد قلباً - أشد ساعداً) ؟ و لماذا ؟جـ1 : التعبير بـ (أشد قلباً) أجمل ؛ لأنه يدل على الجرأة الشديدة و البسالة (فالقلب موطن الجرأة)، بينما التعبير الثاني يدل على القوة الجسدية التي هي ليست مقياساً للشجاعة
ô (قلباً) : نكرة للتعظيم .
ô (وقد بلي الحديد و ما بليت) : كناية عن شدة قوته .
ô (بلي - ما بليت) : محسن بديعي / طباق بالسلب فيه مبالغة شديدة لقوة شاعرنا . (وفي الحرب العوان ولدت طفلا) : كناية عن الخبرة بالمعارك و التعود على الأهوا، و تقديم الجار و المجرور (وفي الحرب) على الفعل (ولدت) أسلوب قصر يفيد التأكيد على أنه لم ينشأ إلا وسط أهوال الحروب .
ô (ومن لبن المعامع قد سقيت) : استعارة مكنية ، حيث شبه (المعامع) بأم مرضعة و حذف المشبه به (الأم) وذكر صفة من صفاته (لبن) ، و سر جمال الصورة التشخيص ، و في العبارة أيضاً كناية عن الشجاعة و الفروسية .
ô(ولي بيت علا فلك الثريا) : كناية عن عظمة و رفعة بيته (قبيلته) الذي نشأ فيه .
ô(بيت) : نكرة للتعظيم .
ô (تخر لعظم هيبته البيوت) : كناية عن عظمة و مهابة قبيلته التي جعلت القبائل تخضع لها .
التعـــــليـــــق :
س1 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟جـ : هو الفخر و الحماسة ، و هذا الغرض يمثل أوسع الأغراض في العصر الجاهلي
س2 : ما الأسلوب الذي اعتمد عليه الشاعر في هذه الأبيات ؟ ولماذا ؟جـ: اعتمد على الأسلوب الخبري ما عدا أسلوباً إنشائياً واحداً (وكيف أنام عن ..؟!) .- وذلك لتقرير وفاء الشاعر لأهله ، ولإظهار فخره الشديد بشجاعته وصلابته .
س3 : تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي . وضّح . جـ : بالفعل تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي و منها : 1 - الصراعات الدائمة المتتابعة و الحروب الطاحنة بين القبائل .2 - شدة الوفاء و الانتماء إلى القبيلة 3 - الاهتمام بذكر وسائل القتال من سيف ، ورمح ، وخيل .4 - التفاخر والتباهي بالشجاعة والإقدام , والشهامة , والنَجْدة , و عفَّة النفس .
س4: في النص مبادئ وطنية - حددها واذكر أثرها في حياة المواطن و تقدم الوطن . جـ : من المبادئ الوطنية التي اشتمل عليها النص : حب الوطن و التضحية من أجله - الدفاع عنه - العمل على حمايته من الأعداء . - و أثر ذلك في حياة المواطن : السعادة و الاطمئنان ، و رفعة الوطن .
س5 : تبدو ملامح شخصية عنترة من خلال النص . وضّح . جـ : بالفعل فهو شديد الاعتزاز بنفسه رفض حياة العبودية ، وطالب الأهل الاعتراف بحريته و عندما رفض الأهل آثر الرحيل ، ومع هذا التعنت من الأهل إلا أنه شديد الوفاء و الإخلاص لهم بادر لنجدتهم عندما هاجمهم الأعداء ؛ لأنه الفارس النبيل الذي يتصف بالشجاعة والإقدام , والشهامة , والنَجْدة , و عفَّة النفس .
س6 : ما الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر ؟ جـ : الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر : 1 - الألفاظ : سهلة ومنتقاة بعناية ؛ لتعبر عن حالة الفخر .2 - العبارات : محكمة النسج قوية فيها جزالة و فخامة . 3 - المعاني و الأفكار : واضحة سهلة وبها بعض المبالغة المقبولة المناسبة للفخر . 4 - الصور : واضحة مأخوذة من البيئة البدوية ، و قد تنوعت بين التشبيه و الاستعارة و الكناية ؛ لتوضيح معانيه . 5 - الموسيقى: و تظهر في الوزن الواحد و القافية الواحدة ، و هناك موسيقى نابعة من حسن اختيار اللفظ واستخدام بعض المحسنات البديعية .
أسئلة للمناقشة
1 - سَكَتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ **** وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نســِيتُ2 - وكَيفَ أنامُ عَنْ ساداتِ قَوْمٍ **** أنا في فَضْـلِ نِعْمتِهمْ رُبيتُ3 - إن دارت بهم خيل الأعادي **** ونادونـي أجبت متى دعيتُ4 - بسَيفٍ حَدُّهُ يزجـي المنَايا **** وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ
س1 : (سكتّ) تعبير يدل على : (الخوف - التسامح - عدم الاهتمام) .س2 : بِمَ توحي الكلمات الآتية : (سادات - قوم - فضل - نعمتهم) .س3: علامَ يدل قول عنترة : (أجبت متى دعيت) ؟س4 : تظهر فروسية عنترة و أصالته في الحروب . وضِّح ذلك . س5: هات البيت الذي يدل على وفاء الشاعر لأهله 0
س6: هات من الأبيات خيالا و محسنا بديعيا و بين نوعهما و أثرهما في المعنى 0
الرثاء للخنساء
التعريف بالشاعرة :
هي تَماضر بنت عمرو من بني سُليم من أهل نجد ، ولدت سنة 575 للميلاد، و لقبت بالخنساء لجمال أنفها ، وهي أشهر شواعر العرب وأشعرهن . عاشت في الجاهلية ، ثم أدركت الإسلام فأسلمت ، ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها ، فكان الرسول يستنشدها (أي يطلب منها قول الشعر) ويعجبه شعرها . - أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية ، وكانا قد قُتلا في الجاهلية ، وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية ، فجعلت تحرِّضهم على الثبات حتى قتلوا جميعاً ، فقالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته) . ويقال : أنها توفيت سنة 664 ميلادية .
مناسبة النص :
كان للخنساء أخ هو صخر ، وكان صخر عظيم البر بها مع أنها أخته من الأب ، وفي بعض المعارك التي دارت بين بني سُليم قوم الخنساء ، وبني أسد ، طُعِنَ صخر طعنة أورثته علة لم يلبث أن مات بعدها ، فحزنت الخنساء حزناً فظيعاً عليه ؛ فلقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزيناً وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء . ومن ميراثها هذه القصيدة الشهيرة . ôالأبيات :
1 - أَعَينيَّ جُودَا وَ لاَ تَجمُـــدَا أَلاَ تَبكيانِ لِصَخْـرِ النَّدى ؟2 - أَلاَ تَبكيانِ الجَريءَ الجَميــلَ أَلا تَبكيانِ الفَتَى السـَّيِّدا ؟3 - طَوِيْلُ النِّجَادِ رَفِيْعُ العِمَـادِ سـَادَ عَشِــــــيرَتَهُ أَمْـرَدَا
ôاللغويات :
جودا : أي ابكيا بسخاء و بغزير الدمع × ابخلا - ولا تجمدا : لا تجف وتكف دموعكما - الندى : الجود و الكرم والسخاء × البخل ، الشح ج الأنداء ، وصخر الندى : أي صخر الكريم - الجريء : الشجاع المِقْدَام ج أَجْرِئاء ، جُرَآء ، اجْرياءُ × الجبان - الفتى : الشاب القوي ج الفتيان ، الفتية - السيد : العظيم الشريف ج السادة ج ج السادات - النجاد : حمائل السيف ، و طويل النجاد : أي طويل القامة - رفيع : عالٍ ، مرتفع × متدنٍ - العماد : عمود البيت الذي يقام وسط الخيمة ج عُمُد - رفيع العماد : أي عظيم القدرة و المكانة - ساد : قاد - عشيرته : قَبيلته ج عشائر - الأمرد : الشاب الصغير الذي لم تنبت لحيته ج مُرد .
ôالشرح :
تتحدث الشاعرة في هذه الأبيات عن أخيها صخر الذي اختطفه الموت ، وتستحث عينيها أن تجودا بالدمع الغزير ؛ ليتدفق حزناً على أخيها صخر بحر الكرم و الجود و العطاء الدافق ... فهو الفتى الجريء الجسور ذو الطلعة البهية جميل الخِلْقَة و الخُلُق ، الشريف العظيم في قومه ... صاحب القامة الطويلة و المهابة العظيمة ، شريف قومه و سيدهم على الرغم من صغر سنه .
س1 : لماذا طلبت الشاعرة من عينيها أن تجودا بالدمع ؟ جـ : وذلك لأن الدموع قد تخفف من آلامها ، و قد تزيل أحاسيس الجزع (انعدام الصبر) و الحزن منها بعد أن اختطف الموت أخاها .
س2 : لم خَصَّتِ الخنساء أخاها بهذا الرثاء ؟! جـ : خَصَّتِ الخنساء أخاها بهذا الرثاء ؛ لمناقبه (مزاياه) العديدة فهو عظيم البرِّ بها مع أنها أخته لأبيه ، وهو السبَّاق إلى الخير المِعْطاء السيد الشريف .
س3 : ما الصفات التي مدحت بها الشاعرة أخاها في الأبيات الثلاثة الأولى ؟جـ : الصفات التي مدحت بها الشاعرة أخاها : الكرم - الشجاعة - الجمال - الشرف - العظمة - الطول - السيادة . التذوق : (أعيني) : استعارة مكنية ، حيث شبهت الشاعرة عينيها بشخصين تطلب منهما العون ، وحذفت المشبه به ، ودلت عليه بشيء من لوازمه وهو النداء عليه ، وهي صورة توحي بشدة الحزن الذي يعتلج (يتصارع) في صدرها.
(أعيني) : أيضاً أسلوب إنشائي / نداء ، غرضه : إظهار الحزن و الأسى و اللوعة .
(جودا) : استعارة مكنية ، فيها تشخيص للعينين أيضاً .
(جودا) : أيضاً أسلوب إنشائي نوعه : أمر ، غرضه : التمني .
(ولا تجمدا) : استعارة مكنية ، و أيضاً أسلوب إنشائي نوعه : نهي ، غرضه : التمني ، و التمني هنا تمني استمرار البكاء ؛ لأن البكاء قد يُطفئ نار الحزن؛ ولذلك تشتد اللوعة (الحُرْقَة) عندما تجمد العين ولا تدمع.
(ولا تجمدا - الندى) : محسن بديعي / تصريع ، يعطي نغمة موسيقية إضافية في مطلع القصيدة .
(جودا - تجمدا) : محسن بديعي / طباق يؤكد استمرار الحزن و تجدد البكاء .
أن من المحسنات البديعية
" الطبـاق والمقـابلة والجناس والتورية والتصريع والسجع وحسن التقسيم .. " .
س 1: ما نوع الأسلوب في (ألا تبكيان) ؟ وما غرضه ؟ ولماذا تكرر ثلاث مرات ؟جـ 1 : أسلوب إنشائي استفهامي غرضه : الحث و التحضيض (التحريض) على البكاء . - وقد تكرر ثلاث مرات ؛ للتأكيد على مشاعر الحزن والألم التي أحرقت قلبها بعد فقده
(صخر الندى) : الإضافة هنا تدل على أن الكرم عنوانه صخر .
(الجريء - الجميل - الفتى - السيدا) : تتابع جميل لصفات صخر العظيمة التي أهلته للمكانة العالية و السيادة في قومه .
س2 : لماذا يعاب على الشاعرة قولها في وصف أخيها (الجميل) بعد (الجريء) ؟جـ 2 : و ذلك لأن الجمال لا يمدح به إلا النساء و ليس الرجال .
(طويل النجاد) : كناية عن طول القامة (صورة مأخوذة من البيئة) .
(رفيع العماد) : كناية عن الشرف والسمو ؛ فبيت سيد القبيلة أعلى البيوت وأكبرها حجماً (صورة مأخوذة من البيئة) .
(طويل النجاد - رفيع العماد) : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن .
(ساد عشيرته أمردا) : كناية عن الرجولة المبكرة .
* لاتنسَ أن : سر جمال الكناية هو الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم
الأساليب الخبرية في الأبيات السابقة غرضها تقرير و إثبات صفات الكمال و البطولة لأخيها.
ôالأبيات :
4 - إذا القـومُ مدُّوا بأَيْدِيهُـمُ إلى المَــجـدِ مــَدَّ إلَيْـــهِ يــــدَا 5 - فـنَالَ الذي فَوْقَ أَيْدِيهـمُ من المجــدِ ثم مـَضَى مـُصْعــدَا 6 - تَرَى الحَمْدَ يَهْوَي إلى بَيْتِه يَرَى أَفْضَلَ الكَسْبِ أن يُحْمَدَا
ôاللغويات :
- القوم : الرجال - المجد : الشرف و الرفعة × الضّعة والحقارة - نال : حصل × حُرِم - مضى : ذهب و انطلق - مصعدا : ناهضاً مرتفعاً - الحمد : الشكر و الثناء الجميل × الذم و الجحود و النكران - يهوي : أي يسرع إليه - الكسب : الربح × الخسارة .
ôالشرح :
تعبر الشاعرة عن فخرها بأخيها من خلال موازنة و مقارنة رائعة بين صخر و قومه في ساحات المجد و الشرف ، فقومه عندما يتسابقون إلى المجد و الرفعة فهو يشاركهم في النبل و العظمة بل يفوقهم و يعلو عليهم .. لذلك فهو يحظى بالثناء من الناس و الاعتراف بالجميل جزاء لأعماله الرائعة ، وهو يؤمن أن أعظم ربح للإنسان أن يكون محموداً و محبوباً من الناس .
س 1: في البيت الرابع مقارنة . ما طرفاها ؟ و ما نتيجتها ؟ جـ : المقارنة بين أخيها صخر ، وقومه في مكارم الأخلاق و الأعمال العظيمة .- و نتيجتها : تفوق و سبق أخيها صخر في كل عمل عظيم و موقف شريف ، فهو يعلو قومه بعظيم سجاياه (صفاته) .
ôالتذوق :
(مدوا بأيديهم إلى المجد) : استعارة مكنية ، تصور المجد بشيء مادي يتسابق القوم في الوصول إليه ، و الصورة توحي بقيمة المجد و مدى اهتمام الفضلاء به .
(مد إليه يدا) : استعارة مكنية للمجد ، فيها تأكيد على سبق صخر .
(يداً) : نكرة للتعظيم .
(فنال الذي فوق أيديهم من المجد) : استعارة مكنية ، تصور المجد بشيء مادي ينال
(فنال) : تعبير يوحي بالنجاح و الفوز بالمجد .
(فوق) : تعبير يوحي برفعة الغاية وسمو الهدف الذي يبحث عنه صخر .
س1 : ما علاقة البيت الخامس بالبيت الرابع ؟ جـ1 : العلاقة : نتيجة ، فنتيجة الجهد الوصول إلى المجد .
(ثم مضى مصعدا) : كناية عن قوة العزيمة و علو الهمة التي عليها صخر .
(ترى الحمد يهوي إلى بيته) : استعارة مكنية ، تصور الحمد بطائر يسرع بالهبوط على بيت صخر ، وهي صورة توحي بحب الناس لصخر ، وأنه محمود السيرة .
(بيته) : مجاز مرسل عن صخر علاقته المحلية .
(بيته) : توحي أيضاً بالنشأة الطيبة و الأصل الكريم .
(يرى أفضل الكسب أن يحمدا) : كناية عن عظمة صخر وعفته فهو يرى أن الكسب الحقيقي في أن يرضى الناس عن أعماله .
(يحمدا) : فعل مبني للمجهول ؛ ليوحي بعموم المدح من كل الناس .
البيت السادس : نتيجة لما قبله .
التعليق :
س1 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟جـ : هو غرض الرثاء الفردي .
س2 : ما تعريف الرثاء ؟ وكيف كان قديماً ؟ وكيف أصبح حديثاً ؟جـ : هو مدح للميت بما كان يتصف به من صفات عظيمة كالكرم والشجاعة والشرف والسيادة .- وكان الرثاء قديما فرديا أو قبلياً ولكن الرثاء تطور بعد ذلك وخصوصا في العصر الحديث فصار قومياً وطنيا، تمجيداً للشهداء وأثرهم في الدفاع عن الوطن.
س3 : سيطرت على الشاعرة عاطفتان . وضحهما .
جـ : بالفعل سيطرت على الشاعرة عاطفتان :- العاطفة الأولى : عاطفة الحزن و الألم لفقد أخيها .- العاطفة الثانية : عاطفة التمجيد والإعجاب والاعتزاز بأخلاق أخيها صخر .
س4 : لماذا لم تحزن الخنساء على موت أولادها حزنها على موت أخيها ؟ جـ3 : لم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد المسلم في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر [وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] (آل عمران:169) .
س5 : تنوعت الأساليب في هذه الأبيات ما بين خبرية و إنشائية.علل . جـ : بالفعل تنوعت الأساليب في هذه الأبيات ما بين خبرية و إنشائية ففي البيتين الأول و الثاني كانت الأساليب إنشائية ؛ لإظهار عاطفة الحزن و الأسى على فقد الأخ الحبيب ، وفي بقية الأبيات كانت الأساليب خبرية ؛ لتأكيد الإعجاب بأخلاق صخر . س6 : تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي . وضّح . جـ: بالفعل تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي و منها : 1 - قوة الروابط الأسرية . 2 - السيف رمز البطولة . 3 - من صفات العرب " الكرم - الشجاعة - الشرف " . 4 - الفخر بطول القامة . 5 - ارتفاع بيت سيد القبيلة دليل المهابة . أسئلة للمناقشة :
1 - أَعَينيَّ جُودَا وَ لاَ تَجمُـدَا أَلاَ تَبكيـانِ لِصَخْـرِ النَّدى ؟2 - أَلاَ تَبكيانِ الجَريءَ الجَميلَ أَلا تَبكيانِ الفَتَى السـَّيِّدا ؟3 - طَوِيْلُ النِّجَادِ رَفِيْعُ العِمَـادِ ســـــَادَ عَشِــيرَتَهُ أَمْـرَدَا
س1 : لم استحق صخر هذا الحزن الشديد من أخته ؟!س2 : الأبيات تجمع بين صفات صخر الخِلْقية و الخُلُقية . وضح .س3 : وصل صخر للسيادة في قومه على الرغم من صغر سنه .علل .س4 : بم يوحي التعبير بـ (طويل النجاد) ؟ س5 : اختر : الرثاء في هذه القصيدة : (قبلي - قومي - فردي) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق